2011/02/07

عزيزي بوعزيزي .. رايحين فين؟

إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي... ولابد للقيد أن ينكسر، قبل 78 عاما سطرت هذه الابيات في ظل حركة الثورات العربية ضد الاستعمار واصبح يرددها شباب تونس اليوم من خلال ثورتهم الرائعة فثورة تونس هي أول ثورة شعبية حقيقية لا عسكرية في العالم العربي، ظهر بعدما فريق ينسب نجاح الثورة الى تسريبات ويكيليكس وفريق آخر نسبها الى تحرك احزاب وتكتلات داخل تونس ولكن مالا يدع لنا مجالا للشك ان ارادة شباب تونس وعشقهم للحرية هو من انجح هذه الثورة، كيف بدأت الثورة؟ ومن أشعلها؟ هو محمد بو عزيزي مهندس فيزيائي (طبعا هالتخصص من أصعب التخصصات الهندسية) اصبح بائعا متجولا اراد لقمة شريفة بعد ان فقد الامل بوظيفة في ظل النظام السابق فصادرت البلدية عربته بحجة تنظيم الشوارع، فحرق نفسه واسقط بذلك النظام السابق وبدأ أحرار تونس بناء تونس خضراء أجمل وماضون بسعيهم لتحقيق مطالبهم الشرعية فاصبحوا محط أنظار العالم اجمع واستحقوا تحيتنا لعزيمتهم وارادتهم القوية.
من تاريخ الثورات في المنطقة العربية نلاحظ بان كل هذه الثورات الى ما قبل ثورة الياسمين هي اما انقلاب عسكري واما ثورة ضد الاستعمار فاصبحت بذلك ثورة 25 يناير المصرية هي ثاني الثورات العربية الشعبية ومازالت مستمرة الى هذه اللحظة (اكتب المقالة اليوم الجمعة فاعذروا جهلي بالغيب حال نشر المقالة) بدأت ثورة شباب مصر بالمطالبة بسبل عيش افضل ورفع مرتباتهم والحد من ارتفاع الاسعار، واذكر حين كنت في القاهرة قبل ثلاثة اشهر كان يشتكي سائق التاكسي من ارتفاع سعر كيلو الفراخ من 7.5 جنيه الى 21 جنيها (بمعنى ثلاثة أضعاف وأعلم مدى عشق المصريين لاكل الفراخ)، عموما توسعت مطالبهم الى المطالبة برحيل الريّس وتظاهروا بمسيرة مليونية في ميدان التحرير بالقاهرة ومئات الآلاف بالاسكندرية وبقية المدن، اثناء متابعتي للوضع في مصر اعجبتني العديد من المشاركات، اقتبس احدى المشاركات الساخرة في تويتر من مغرد مصري «عزيزي مبارك... بخصوص انك تقول: أود الرحيل ولكن أخاف أن تعم الفوضى البلد، يعني اللي في الشوارع عاملين عيد ميلاد مثلا؟» نترقب هذه الايام بحذر شديد وما تسفر عنه من مفاجآت - ربما- وننتظر رد الشارع العربي على سؤال (رايحين فين؟) لانه بالفعل المستقبل العربي القريب اصبح غامضا جدا لنا كعرب وللغرب كذلك وسط بداية لحركة احتجاجات في بلدان عربية اخرى يمكن ان تشتعل فيها شرارة نيران البوعزيزي- في اي لحظة، اللهم احفظ لنا وطننا العربي واحفظ المسلمين في كل مكان، والله المستعان.

نشرت في جريدة الراي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق